همس الليل مشرفه
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 23/07/2009
| موضوع: ياسمين ولقاء الحبيـــــب الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:29 am | |
| ياسمين ولقاء الحبيب
بعد أن رزقني الله الزواج رُزقت بابن واحد أسميته احمد وببنت واحدة وأسميتها ياسمين وكان احمد يكبرها بثمان سنين وكنت حينها اعمل في مهنة هندسية فانا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه . كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر... ومع بلوغها التسع سنين رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر فكانت ما إن تنتهي من أداء واجبها المدرسي حتى تقوم إلى فورها وتفرش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتل ترتيلاً طفولياً ساحراً كنت أقول لها : قومي يا ابنتي والعبي مع رفيقاتك ، فكانت تقول لي : رفيقي هو القران ورفيقي هو ربي ، فأقول لها : نِعْمَ الرفيق ... ثم اتركها لتواصل قراءة القران. وذات يوم اشتكت من الم في بطنها عند النوم.. فأخذتها الى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فهدأت آلامها ليومين ثم عاودتها .. وهكذا تكررت الحالة.. ولم اعط الامر حينها أي جدية . وقدّر الله لي ان ينتقل عملي إلى إحدى الدول فذهبت مع العائلة إلى تلك الدولة . وبعد وصولنا هناك عاودت الآلام ياسمين فأخذتها الى طبيب مختص .. فقام بفحصها وقال ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق ،فاطمأننت لكلامه .. وذهبنا بعدها الى نزهة وقضينا وقتاً ممتعاً وبينما نحن في متعة المرح ، رنَّ صوت الهاتف النقال، فاضطرب قلبي حيث لا احد يعرف رقم هاتفي في هذه البلدة فرفعت السماعة للإجابة .. فإذا به الطبيب .. فقال معذرة فانا الطبيب المعالج لياسمين: هل يمكنني اللقاء بك في العيادة غدا؟ ،فقلتُ له : وهل هناك ما يقلق في النتائج؟ .. فقال لي : في الواقع نعم، لذا أودّ رؤية ياسمين لأطرح عدداً من الأسئلة قبل التشخيص النهائي .. فقلت له : سآتيك غدا ان شاء الله .. عندها اختلطت الأفكار في رأسي عن موعدنا غدا وأنا أرى ياسمين في قمة السعادة لأنها أول مرة تخرج في نزهة ولكن قررنا قطع النزهة والرجوع على ان نعاود النزهة في أيام أخرى .. وفي العيادة استهل الطبيب الحديث مع ياسمين بقوله : مرحبا يا ياسمين كيف حالك؟ قالت: جيدة والحمد لله ،ولكني أحس بآلام وضعف لا ادري مم ؟ وبدأ الطبيب يطرح الأسئلة الكثيرة عليها .. وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي : تفضل في الغرفة الأخرى . وفي الغرفة انزل الطبيب على رأسي صاعقة.. تمنيت عندها لو ان الأرض انشقت وبلعنتي ... قال الطبيب : منذ متى وياسمين تعاني من المرض ؟ قلت: منذ سنة تقريبا، وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى. فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات إنها مصابة بسرطان الدم،وفي مراحله الأخيرة جدا ، ولم يبقى لها من العمر إلا القليل . فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء ،فقلت : والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة كيف ستموت وترحل عن هذه الدنيا ،وسمعتْ زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمتْ أُغمي عليها ، وهنالك دخلت ياسمين وابني احمد ،وعندما علم احمد بالخبر احتضن أخته وقال : هل سوف تموت ياسمين ؟ فقالت ياسمين : ببراءتها المعهودة : أموت! .. يعني ماذا أموت؟ .... فتلعثم الجميع من هذا السؤال فقال الطبيب : يعني سترحلين إلى الله .... فقالت ياسمين ببراءة : حقاً سأرحل الى الله ؟! وهل هو سيء الرحيل الى الله ؟ الم تعلمني يا والدي بان الله هو افضل من الوالدين ومن كل الناس ومن كل الدنيا ؟! وهل إذا رحلت الى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها ؟ فوقع كلامها البريء الشفاف كمثل صاعقة أخرى على قلبي وسمعي .... فياسمين ترى في الموت رحلة شيّقة فيها اللقاء مع الحبيب... مع الله تعالى.... والتي كانت تقول ببراءة الطفولة ان الله هو رفيقي... وحبيبي...فهي دوما كانت تسال: متى سأرى الله ؟ وكنا نقول لها بان الله لا يُرى في الحياة الدنيا.... فقالت : آمنت بالله ، ولكن هل سأرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة ، وجبريل والملائكة عند الله ؟ فكنا نقول لها : ان شاء الله سترينهم جميعا ولكن عليك ان تبدئي العلاج . ومضت الايام ثقيلة حزينة لنا لاننا سنفقد ابنتنا المدللة والمحبوبة .. ولكن ياسمين كانت على العكس منا فكل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى .. وقامت خلال هذه الفترة بحفظ سور من القران .. وسألناها لماذا تحفظين القران ؟ قالت : علمت بان الله يحب القران .. فأردت أن أقول له :يا رب حفظت بعض سور القران لأنك تحب من يحفظه .. وكانت كثيرة الصلاة والوقوف بين يدي الله تعالى ...وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها .. وآخر ما فعلته أنها حفظت سورة ( يس) .. وكانت ترددها كي لا تنساها .. وما أجملها حين تسمعها تتغنى بها بصوت براءة الطفولة ... وحان يوم رحيلها.... وأشرق وجهها بالأنوار....وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة ... وأخذت تقرا سورة (يس) التي حفظتها ... وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى ان ختمت السورة ثم قرأت سورة (الفاتحة ) وسورة (الإخلاص) ثم آية الكرسي ...
ثم قالت : تنحََّ يا والدي قليلاً فاني أرى أناساً مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى ... وما لبثت أن أغمضت عيناها وهي مبتسمة ، ورحلت إلى الله تعالى ... ...........
وختاماً نقول ان هذه الفتاة ياسمين وكلماتها الرائعة وحياتها القصيرة ما هي الا رسالة لتذكيرنا باننا سوف نرحل يوماً من الأيام إلى الله ربنا وسوف نقف بين يديه فيحاسبنا...
... | |
|
سمو الاميره المديره العامه
عدد المساهمات : 119 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 الموقع : المملكه السعوديه الحبيبه
| موضوع: رد: ياسمين ولقاء الحبيـــــب الأربعاء يوليو 29, 2009 5:30 pm | |
| رائع خيه يعطيك ربي الف عافيه لاخلاى ولاعدم تحياتي لكي اوخيتك سمو الاميره | |
|